خطة يوتيوب لتثقيف المؤمنين بنظريات المؤامرة ضعيفة
أدركت منصة يوتيوب وجود مشكلة كبيرة تتعلق بمحتوى بعض مقاطع الفيديو، وهذا يعد خطوة أولى نحو التغيير الإيجابي. تكمن هذه المشكلة في أن العديد من مقاطع الفيديو الأعلى أداءً على المنصة تحتوي على نظريات مؤامرة تضلل عقول الشباب القابلين للتأثر، الذين يعتقدون أن جميع الإجابات يمكن العثور عليها على الإنترنت.
وفي سياق معالجة هذه المشكلة، تم الإعلان عن خطة جديدة من قبل الرئيس التنفيذي ليوتيوب، سوزان ووجسكي، خلال مؤتمر SXSW هذا الأسبوع. تتعلق الخطة بتقديم "مؤشرات معلوماتية" تظهر بجانب الفيديوهات ذات المحتوى المشكوك فيه، مع رابط إلى ويكيبيديا، حيث يمكن للمشاهدين تعلم المزيد عن الموضوع. على سبيل المثال، في حال كان هناك فيديو يدعي أن الهبوط على القمر كان خدعة، فسيتوفر رابط لمقال ويكيبيديا الذي يشرح كيف تم هذا الإنجاز ولماذا كان من الصعب جداً تزييفه.
ومع ذلك، فإن هذه الخطة تعد حلاً ضعيفًا للغاية في عدد من الجوانب:
تحديات القراءة لمستخدمي يوتيوب
ليس من المضمون أن يكون مستخدمو يوتيوب قراء نهمين. إنهم غالباً ما يفضلون مشاهدة الفيديو بدلاً من قراءة النصوص. وعندما يعبرون إلى قسم التعليقات، فقد يتم تحفيزهم للابتعاد عن القراءة. ففي الوقت الذي لا يعني فيه هذا أنهم لا يقرأون على الإطلاق، إلا أن هذه المنصة قد لا تكون هي الوسيلة المفضلة لديهم. كيف يمكن لمقال طويل في ويكيبيديا أن يتنافس مع فيديو مدته خمس دقائق؟
موارد يوتيوب تفوق ويكيبيديا بكثير
يتم تقدير قيمة يوتيوب بنحو 75 مليار دولار. بل إن شركة Alphabet الأم التي تملك يوتيوب تُعد من بين أكثر الشركات قيمة في العالم. بالمقارنة مع ويكيبيديا التي تديرها طواقم تطوعية وليست ربحية، فإن قرار يوتيوب بإحالة مسؤولية توعية مستخدميها إلى موقع غير ربحي يعد تصرفًا غير مسؤول.
صعوبة التعامل مع المعلومة المضللة
رغم أن ويكيبيديا تُعرف بتقديم معلومات موضوعية، إلا أن أي شخص يمكنه تحرير المحتوى، مما قد يُدخل الكثير من المعلومات غير الدقيقة. علاوة على ذلك، قد تؤدي محاولة توجيه مجموعة من المهتمين بنظريات المؤامرة إلى موقع يقوم بإخبارهم بأن أفكارهم خاطئة، إلى ردود فعل أكثر تشدداً منهم.
المسؤولية عن محتوى الفيديو والمشكلة الأعمق
بينما يسعى يوتيوب لتقليل المشاهدة لمحتوى النظريات المؤامرة، فإنه ينبغي أن تسأل نفسها كيف تم الوصول إلى هذه النقطة في المقام الأول. النظام الحالي يميل لتوجيه المشاهدين نحو محتوى أكثر تطرفًا، مما يعني أن المنصة هي جزء من المشكلة، وليس الحل.
تحديات إضفاء الطابع الشامل على الحلول
حتى مع وجود رابط في ويكيبيديا لمقاطع الفيديو المشبوهة، يصبح السؤال هو: كيف سيعمل هذا الحل بشكل فعال في أكثر حالات التضليل تعقيدًا؟ من الصعب التحقق من الفيديوهات التي تحتوي على شائعات، خاصة إذا لم يتم تسليط الضوء عليها بشكل صريح.
عدم الثقة في المصادر الكبرى
إن أحد العناصر المشتركة بين مؤيدي نظريات المؤامرة هو عدم الثقة في الشركات الكبرى مثل جوجل. فلماذا سيثق هؤلاء في يوتيوب كجهة موثوقة للتحقق من المعلومات؟
باختصار، في ظل الموارد الهائلة التي تتمتع بها يوتيوب، فإن الخطة المقترحة تعتبر بداية ضعيفة. يجب على يوتيوب اتخاذ خطوات فعالة لمواجهة أزمة المعلومات المضللة بدلًا من الاكتفاء بمحاولة مساعدة مستخدميها من خلال روابط ويكيبيديا. إن تحسين نموذج الأعمال الذي يكافئ صانعي المحتوى الذين يسعون نحو الإثارة والندرة هو أمر ضروري.
الأسئلة الشائعة:
-
ما هي خطط يوتيوب لمواجهة نظريات المؤامرة؟
- تسعى يوتيوب لإضافة "مؤشرات معلوماتية" مع روابط إلى ويكيبيديا بجانب الفيديوهات المشبوهة.
-
لماذا يعتبر اعتماد يوتيوب على ويكيبيديا حلاً ضعيفًا؟
- لأنه يفترض أن المستخدمين سيقرؤون مقالات ويكيبيديا بدلاً من مشاهدة المحتوى المرئي، وهو ما قد لا يكون صحيحاً في كثير من الأحيان.
-
كيف يمكن أن تؤثر خوارزميات يوتيوب على انتشار الرأي المتطرف؟
- تم تصميم نظام التوصية لتوجيه المشاهدين نحو محتوى أكثر تطرفًا، مما يزيد من احتمالية تعرضهم لمحتوى مضلل.
-
ما هي العقبات أمام التحقق من المعلومات على ويكيبيديا؟
- الطبيعية القابلة للتحرير في ويكيبيديا قد تسهل دخول معلومات غير صحيحة، وقد يواجه المستخدمون صعوبة في الوثوق بالمعلومات المقدمة.
- لماذا لا يثق مؤيدو نظريات المؤامرة في يوتيوب؟
- لأنهم غالباً ما يعتقدون أن الشركات الكبرى تسعى لخدمة مصالحها، مما يجعلهم يشككون في صدقية المعلومات التي تقدمها.
نصيحة هامة:
إذا كنت تستخدم يوتيوب وتجد نفسك تتعرض لمحتوى نظري يمكن أن يكون مضللاً، من المهم أن تكون حذرًا في التحقق من المعلومات قبل أن تتبناها. يمكنك استخدام منصات متعددة للتحقق من الحقائق والتأكد من أن المعلومات التي تتناولها موثوقة. على سبيل المثال، إذا واجهت فيديو يدعي تفاصيل غريبة، قم بالبحث في مصادر أخرى مؤهلة وتحقق من الحقائق من خلال المواقع المتخصصة قبل اتخاذ أي موقف.