هل من الصواب مشاركة صور الموت؟
هل من المقبول مشاركة صور أو مقاطع فيديو لأشخاص في لحظاتهم الأخيرة أو الذين تم قتلهم حديثًا؟ يعتبر هذا سؤالًا مهمًا يتطلب تأملًا عميقًا، وقد تناولته في الساعات الماضية حين تطرقت لموضوع رفض فيسبوك إزالة الصور الثابتة من مقطع الفيديو الذي يظهر فيه المقدم معاذ الكساسبة وهو يحترق على يد تنظيم داعش، الذي تم نشره عبر صفحة بريطانيا أولاً.
عند بدء بحثي في هذه القصة، كان لدي رأي واضح: إنه خطأ غير قابل للنقاش. ولكن مع مرور الوقت، بدأت أشكك في قناعتي. جاء إلى ذهني صورة مشهورة للغاية لتضحية بالنار، وهي صورة الراهب البوذي ثيك كوانغ دوك خلال انتحاره بطريقة الإشعال الذاتي. أصبحت تلك الصورة، التي تظهره يجلس متمدد الساقين بينما النيران والدخان تتصاعد منه، واحدة من الصور التي لا تُنسى خلال حرب فيتنام، وتجسد أيضًا تحدي السلطة. لم أكن سأتردد في نشر تلك الصورة على فيسبوك أو تويتر، خاصةً في السياق المناسب.
توالت الأفكار، وتذكرت صورًا مماثلة، مثل الأطفال الذين يهربون من قريتهم التي تعرضت لهجوم بالنابالم، بما في ذلك الفتاة الصغيرة فام ثي كيم فوك التي احترقت ملابسها بالكامل. وكذلك صورة المعتقل نغوين فان ليم الذي تم إطلاق النار عليه في الرأس من قبل رئيس شرطة جنوب فيتنام. وكذلك صورة المحتجة بجامعة كينت ستيت وهي تصرخ فوق جسد صديقها المقتول، الذي تعرض لإطلاق النار بواسطة الحرس الوطني.
تعتبر هذه الصور توثيقًا لا يُقدر بثمن لحالة العالم في تلك الفترات، تُظهر البشرية بكل عذاباتها ومآسيتها. ثم تساءلت: هل قمت أيضًا بنشر صور للموت على وسائل التواصل الاجتماعي أو على مدونتي أثناء كتابتي عن الحرب الأهلية الليبية؟ هل قمت بتمرير مقاطع مقلقة إلى وسائل الإعلام الوطنية؟ كنت مقتنعًا بأنني أفعل الشيء الصحيح بصفتي شاهد عيان على فظائع الحرب، وهذه الفظائع تستحق أن تُعرف للعالم.
ولكن إذا كان نشر صور الكساسبة وهو يموت شيئًا غير صحيح، فهل ما فعلته أيضا كان خطأ؟ وإذا كان نشر صور الأشخاص الذين يُقتلون يُعتبر مُبررًا لإلقاء الضوء على واقع مروع، فلماذا أبتعد بحدس عن نشر صورة لجثة راشيل كوري؟
النوايا وراء الصور والمقاطع
إن السؤال فرعي صعب، ولكنه يتطلب مناقشة عميقة. الفرق الجوهري بالنسبة لي يكمن في نية مصور الصورة. لم تُلتقط أي من الصور السابقة من قبل أولئك الذين يُسببون المعاناة، وكانت النية هي الإبلاغ وليس التخويف. أما الصور التي تُظهر موت الكساسبة، وغيرها من الصور إلى جانبها، فقد صُورت من قبل مرتكبي الجرائم كنوع من الدعاية البشعة. كانت تهدف إلى نشر الخوف والترهيب، وخاصةً بيننا في الغرب.
لذلك، من خلال مشاركتنا لهذه الصور والمقاطع، نحن نقوم بمساعدتهم حتى وإن كانت نوايانا نبيلة. من المهم فحص أخلاقياتنا قبل الضغط على زر المشاركة عبر الإنترنت، والتساؤل حول هدف الصورة أو الفيديو الذي نشاركه، وما إذا كنا نُساهم في توعية العالم بالفظائع أم نُساعد أولئك الذين نرغب في إدانته.
أسئلة شائعة حول نشر صور الموت
1. **لماذا يُعتبر نشر صور الموت أمرًا مثيرًا للجدل؟**
نشر صور الموت يمكن أن يُثير مشاعر قوية وقد يُعتبر انتهاكًا لخصوصية الضحايا وعائلاتهم.
2. **هل هناك حالات يُعتبر فيها نشر الصور مُبررًا؟**
نعم، في بعض الحالات، مثل توثيق فظائع الحرب أو التعرض للجرائم ضد الإنسانية، يمكن أن يكون مُبررًا.
3. **كيف يُمكن أن تؤثر هذه الصور على الجمهور؟**
يمكن أن تثير انفعالات قوية، بما في ذلك الصدمة والتعاطف، وقد تحفز الناس على اتخاذ إجراء.
4. **ما الفرق بين إعلام الجمهور والترهيب؟**
إعلام الجمهور يتعلق بنقل معلومات دقيقة ومسؤولة، بينما الترهيب يهدف إلى نشر الخوف والقلق.
5. **كيف يُمكن التعامل مع الصور المُزعجة بشكل أخلاقي؟**
ينبغي التفكير في نية المؤلف، وسياق الصورة، والتأثير المحتمل على الجمهور قبل نشرها.
نصيحة مهمة حول نشر الصور
عند التفكير في نشر صور مؤلمة، من الضروري أن نتذكر تأثيرها على العائلات والمجتمعات. علينا أن نكون واعين لمشاعر الآخرين وأن نتأكد من أن نشرنا لهذه الصور يُساهم في رفع الوعي بالظروف المحيطة بالأحداث العنيفة، وليس تعزيز مشاعر الخوف والهلع. مثلاً، يمكننا التفكير في استخدام الرسومات أو التفسيرات التحليلية كوسيلة لنقل الرسالة دون إظهار المعاناة المباشرة بشكل علني.