الواقع الافتراضي يغير تصورك للعنف بطريقة جديدة

عند الاستمتاع بلعبة فيديو، غالبًا ما يحدث العنف بشكل أوتوماتيكي ودون وعي، بالتنقل بين الأزرار فحسب. يتضمن قتل الفطر والغرباء والمخلوقات الفضائية في ألعاب الفيديو جانبًا رياضيًا بحتًا لا يتعلق بالمفهوم التقليدي للقتل، ما يجعل الإشارة إلى هذا التصرف بعبارة "قتل" أمرًا غير منطقي تقريبًا، كما قد يلاحظ أحد رجال الدين بشكل طريف عند رؤية مشاهد من لعبة مثل Mortal Kombat.

ومع ذلك، فإن الواقع الافتراضي يحمل في طياته القدرة على تغيير كل ذلك. يتجاوز هذا النوع من التكنولوجيا الفجوة بين التجربة المشاهدة والفعل المادي للعنف، إذ تجعل التفاصيل الصغيرة مؤثرة للغاية. يوضح جورج كيلون، مدير الاتصالات في استوديو nDreams، أن "الألعاب العادية تفتقر إلى التوافق بين ما يظهر على الشاشة وما يشعر به اللاعب. في الواقع، اللاعب غالبًا ما يكون مجرد مراقب لتجربة غير شخصية."

تجربة القتل في الواقع الافتراضي

في هذا السياق، يبرز مشروع nDreams الجديد بعنوان "The Assembly" الذي يستكشف الأخلاقيات من خلال قصة منظمة سرية تقوم بتجارب غير قانونية. وفي مشهد توضيحي، يتم إدخال اللاعب إلى غرفة ضوءها يختفي ليظهر طبيب مع خنجرين في ظهره، وهي لحظة تكشف عن قوة رؤى الواقع الافتراضي حيث تصبح مشاهد القتل أقل عنفًا وأكثر تأثيرًا نفسيًا.

ويستمر كيلون في التأكيد على أن هذه اللعبة ليست عنيفة بالأساس، لكن اللحظات المرعبة تكون مثيرة بشكل أكبر في الواقع الافتراضي، حيث يتفاعل اللاعب جسديًا مع المشهد بشكل تدريجي، وهذا هو الأمر الذي يسعى إليه المطورون.

فحص استجابة اللاعب للعنف في الواقع الافتراضي

يتبع الباحثون نهجًا مشابهًا لدراسة اختبار ميلغرام، والذي أظهر كيف يمكن للسلطة أن تؤثر على الأفراد للقيام بأفعال تتعارض مع ضميرهم. في نسخة واقع افتراضي من هذه التجربة، تمكن الباحثون من تقييم ردود الأفعال العاطفية للمشاركين عند مطالبتهم بإلحاق الأذى بشخصية افتراضية، ولاحظوا زيادة ملحوظة في مستويات التوتر لديهم.

أهمية الاستجابة الجسدية في الواقع الافتراضي

تُعد الاستجابة الجسدية أحد الوعود الكبرى للواقع الافتراضي، حيث يمكن تصعيد التجارب بشكل يجعل القلب ينبض بشكل أسرع أو يجعل اللاعب يقفز من المفاجأة. لكن مع تحول اللاعب من دور المراقب إلى الفاعل، تطرح تساؤلات حول الأخلاق وما يتطلبه ذلك.

العنف في الألعاب وأخلاقيات التصميم

بدأت بعض الشركات مثل Guerrilla Games في إعادة التفكير في طريقة تصميم الألعاب من خلال عدم إدخال الموت كجزء من لعبتها الجديدة RIGS. بدلاً من الموت، يتم إخراج اللاعبين إلى بر الأمان، مما يعكس الاهتمام المتزايد بمسؤولية المطورين تجاه تأثير ألعابهم على اللاعبين.

التأثير النفسي للواقع الافتراضي

إن تأثير الواقع الافتراضي على نفسية اللاعبين موضوع غير محسوم، لكن الواضح هو أن التجارب الغامرة يمكن أن تثير ردود فعل جسدية قوية، مما يفتح آفاقًا جديدة لكيفية تصميم الألعاب. على المطورين التعامل بحذر مع مظاهر العنف، وتصميم الألعاب بطريقة تتعامل مع الموضوع بجدية وعمق، بدلًا من الاعتماد فقط على العنف كوسيلة جذب.

أسئلة شائعة:

  1. ما هو الواقع الافتراضي؟
    الواقع الافتراضي هو تقنية تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع بيئات افتراضية باستخدام أجهزة خاصة.

  2. هل العنف في الواقع الافتراضي يؤثر على سلوك اللاعبين؟
    تشير دراسات إلى أن الواقع الافتراضي قد يؤدي إلى ردود فعل عاطفية وجسدية قوية، مما قد يؤثر على سلوكيات اللاعب.

  3. كيف يمكن للمطورين التعامل مع العنف في ألعابهم؟
    يجب على المطورين التفكير في عواقب العنف ودمجه بشكل يضيف عمقًا للسرد والشخصيات.

  4. ما الفائدة من استخدام الواقع الافتراضي في الألعاب؟
    يتيح الواقع الافتراضي تجربة غامرة تزيد من استجابة اللاعب وتعزز انغماسهم في اللعبة.

  5. هل الواقع الافتراضي يسبب الإدمان؟
    مثل أي وسيلة ترفيه، يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للواقع الافتراضي إلى شعور بالإدمان عند بعض الأفراد.

نصيحة هامة

من المهم أن يستفيد المطورون واللاعبون من القدرة على خلق تجارب مثيرة وجذابة. ينبغي استغلال تقنية الواقع الافتراضي في سرد القصص بشكل يجعل المشاهدات العنيفة تنبع من عمق الفهم الإنساني، وخلق تجارب تحفز التفكير بدلاً من الاكتفاء بتقديم الترفيه الحركي فقط. على سبيل المثال، يمكن دمج عناصر القصة والمشاعر الإنسانية بشكل يجعل من عناصر العنف أدوات لتعزيز الرسالة العامة للعبة.

ياسمين معتز

هواياتي كتابة المقالات خبرة أكثر من 5 سنوات في مجال الكتابة والتسويق
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!